صرخات عبر الاثير

صرخات عبر الأثيربقلم : رائد قاسم - السعوديةللتواصل : raedqassem2014@hotmail.comتحاول التركيز و استرجاع مشاهد حلمها لمعرفة مكان ابنها .. لكن دون جدوى !صراخه يخترق أسماعها ... يتصبب العرق من جبينها.. تستيقظ مذعورة و هي تناجيه :- ولدي حبيبي إنني أسمع صرخاتك التي تناديني بها ، أنت حي ترزق ، لا شك في ذلك .تقف بوسط غرفتها و تنادي بأعلى صوتها : أعيدوا لي ابني !لا يستطيعون تحمل هيجانها أكثر من ذلك ، يدخل عليها كل من الطبيب و الممرضة برفقة شقيقها حامد، يمسكونها بقوة ... تقاوم بضراوة ، إلا أنها تستسلم لهم في النهاية ... تحقنها الممرضة بإبرة مهدئة لتنام على إثرها....حامد : ما معنى ذلك يا دكتور ؟ كل ليلة تستيقظ في مثل هذا الوقت مدعية بأنها تسمع صرخات ابنهاالطبيب : إنها هلوسة يا سيدي ، و هذا أمر طبيعي في مثل حالتهاتنام حتى الصباح ، تستيقظ و تجلس في حديقة المنزل ، يأتيها حامد بطعام الإفطار ، تتناوله بصمت ، يحاول حامد تهدئة خواطرها ..حامد : إلى متى حزنك يا أختي الحبيبة ؟ لا بد أن تبدئي حياة جديدة مليئة بالأمل .تلتفت له بملامح شاحبة ..ليلى : إنني متأكدة من أن ولدي حي يرزق ، إنني اسمع صرخاته كل ليلة .حامد : أقدر مشاعرك ، و لكن مر عام على خطفه ، إلىمتى تعيشين هذه الحياة الكئيبة المعتمة ؟ليلى : حتى أجد ابني يا حامد.يرد عليها بحنق قائلاً : أنت حرةثم يغادرها منفعلاً ..سرعان ما تذهب لغرفتها و تغير ملابسها و تذهب مسرعة إلى مقر الشرطة...شرطي : سيدي إنها نفس المرأة التي سألت عنك بالأمس .الضابط عادل : ماذا تريد ثانية ؟زميله : أفضِّل أن تقابلها يا عادل ، إنها امرأة مفجوعة بابنها.الضابط عادل : حسناً ، دعها تدخل .تدخل عليه بعد فترة انتظار قصيرة ، تجلس ببرود...ليلى : أنا متأكدة من أن ابني حي .ينظر لها بتأفف ثم يدخن سيجارته ..الضابط عادل : سيدتي لا يوجد دليل على أن ابنك حي أو ميت ، حتى الآن لا نعرف مصيره .ليلى)بعصبية( : إنه حي ، أنا متاكدة من ذلك .الضابط عادل : هل لديك دليل ملموس ؟ليلى : كل ليلة أسمع صرخاته بوضوح ، كما أسمعكالآن .يقف الضابط عادل قائلاً بغضب :- إنه ليس دليل يعتد به لأنك وحدك من تسمعينه ، و إن كان ما تقولينه صحيحاً عليك أن تحددي لنا المنطقة التي يوجد بها حتى نتوجه إليها فوراًليلى ) بانكسار( : لا يمكنني لك .الضابط عادل : إذا كنت لا تمتلكين أية معلومات حقيقية أرجوك لا تزعجينا كل يوم بمجيئك .لا تتمالك نفسها فتجهش بالبكاء .. يقدم لها منديل لتمسح دموعها به...الضابط عادل : سيدتي أنا أقدر مشاعرك كأم ، و لكن صدقيني ليس لكِ إلا الصبر ، و نحن لم و لن ننسىقضيتك أبداً .ليلى : أقسم لك بأني أسمعه .الضابط عادل : إنها مجرد ادعاءات لا دليل و لا برهانعليها ، أنصحك بمراجعة طبيب نفسي .تخرج من عنده منكسرة .. تقضي بقية يومها حزينة باكية ، و قبل نومها يأمر الطبيب بحقنها بالإبرة المهدئة حتى تنام بسكون ...****تجد نفسها وسط أحد أحياء المدينة ، تسمع صرخات طفلها ، تلتفت يميناً و شمالاً في محاولة منها لمعرفة مكانه ، تهرول مسرعة غرباً و شرقاً .. تشاهد امرأةً غير واضحة المعالم و هي ممسكة به ، تركض إليها بأقصى سرعتها ، ما إن تصل إليها حتى تختفي ، تستيقظ من نومها ، تسمع صرخات طفلها ، تضع كلتا يديها على رأسها و تستلقي علىالسرير ، تستعيد توازنها لتخلد في نوم عميق ...ما إن تشرق شمس اليوم التالي حتى تستقل سيارتها إلا أن شقيقها حامد يقف بوجهها ..حامد : إلى أين يا ليلى ؟ليلى : سأخرج للتنزه قليلاً .حامد : أريد أن آتي معك .ليلى : كلا ، أريد أن أكون بمفردي .تمضي في جولة في أنحاء المدينة ، تحاول التركيز و استرجاع مشاهد حلمها ، تقضي ساعات في المحاولة ، إلا أنها تفشل في رؤية الحي الذي شاهدته في منامها .تعود إلى منزلها متعبة و سرعان ما تطبق عينيها ، في اليوم التالي تكرر المحاولة دون جدوى ، إلا أن اليأس لم يعرف لها طريقاً ، تخرج في اليوم الثالثو الأمل يحدوها برؤية ما شاهدته في حلمها حقيقةماثلة أمام ناظريها .. شقيقها حماد يرتاب في أمرها فيتبعها من دون أن تشعر به ... تقضي عدة ساعات و هي سائرة من حي إلى حي ، و من شارع إلى آخر حتى يصيبها الإنهاك و التعب الشديد ، فتعودإلى منزلها الذي سبقها إليه حامد ...حامد : إين كنتِ يا ليلى؟ليلى : قلت لك سابقاً بأني كنت أتنزه .حامد )بغضب( : أنا لا أعرف ما سر تنزهك اليومي هذا ؟ إلى ماذا ترومين ؟ليلى ) بغضب مماثل( : و ما دخلك أنت ؟حامد : ما دخلي ؟ أنت أختي !ليلى : ما الذي يضيرك لو خرجت من هذا البيت الكئيب ؟ ما المشكلة التي قد أسببها لك ؟حامد : بالطبع لن يضرني شيء بل سأكون سعيداً جداً إذا ما تحسنت صحتك .ليلى : إذن دعني و لا تتبعني .حامد : ماذا ؟ليلى : أتظن بأني لم ألحظ مراقبتك لي هذا اليوم ؟حامد : أنا خائف عليك يا ليلى .ليلى : لا تقلق ، أنا بخير و أرجوك ثق بي و لا تقلق علي ، أنا أخرج في وضح النهار و في أماكن يرتادها عامة الناس .تعود إلى غرفتها ، تبكي بشدة ، تمسك بصورة طفلها و تناجيه بعيون باكية و قلب تغمره لوعة الفراق .- ابني حبيبي أين أنت ؟ أرجوك اخبرني أين تكون ؟تستلقي على فراشها ، ما أن تدخل في سباتها حتى تسمع صرخاته ... تشاهد عمارة بوسط أحد الأحياء ، تستيقظ فوراً :- هذه العمارة مررت عليها اليوم ، أنا متأكدة من ذلك .تخرج مهرولة ، الممرضة تحاول منعها ، إلا أنها تمسك بها و تلقيها أرضاً .. تنهض بسرعة لتخبر شقيقها حامد ، يخرج في طلبها بأقصى سرعته ، يحاول لفت انتباهها ببوق سيارته و مصابيحها العالية ، و لكنها لا تلتفت له ، إلا أنه يتمكن من محاصرتها و إيقافها .. تخرج له و هي غاضبة ..- ما الذي تريده مني ؟ لماذا تتبعني ؟ دعني و شأني .تضربه بكلتا يديها و هو يحاول تهدئتها ، ثم يمسك بها وسط تجمع حاشد من المارة .- إنها أختي و هي مريضة ، أرجوكم ساعدوني .يتصل أحد المارة بسيارة الإسعاف .. تأتي على عجل و تنقلها لمستشفى الأمراض النفسية ، تمسك بها الممرضات لتحقن على الفور بإبرة منومة ، تقيم عدةأيام في المستشفى ، و يتابع حالتها أحد الأطباء ..الطبيب : ما بكِ يا ابنتي ؟ ما الذي يزعجك و ينغص عليك حياتك ؟ليلى : إنني أسمع صرخات ابني ، إنه يناديني و يستغيث بي.الطبيب : لقد عرفت قصتك من شقيقك ، أخبريني يا ابنتي هل تسمعين صرخاته كما تسمعينني أم ماذا ؟ليلى : اسمعه بوضوح تام مثلما أسمعك و أسمع أي شخص آخر ، إنني على يقين بأنه لايزال حياً .ثم تجهش بالبكاء ...الطبيب : اهدئي يا ابنتي ستكونين بخير .يخرج من عندها ليلتقي بشقيقها حامد ..حامد : كيف حالها الآن؟الطبيب : إنها تعاني من انهيار عصبي شديد ، مسكينة، أليس هناك أمل في العثور على ابنها ؟حامد : منذ سنة و الشرطة تبحث عنه .الطبيب : اهو ابنها الوحيد ؟حامد : نعم من زوجها الذي توفي في حادث سيارة منذ سنتين .الطبيب : هل عثرت الشرطة على جثة ابنها ؟حامد : إنه لايزال حياًالطبيب : ماذا ؟حامد : أقصد الشرطة لم تغلق مسار البحث عنه حتى الآن ، فهو في حكم الحي حتى يثبت العكس .الطبيب : المهم اعتني بها فأختك امرأة ضعيفة و مسكينة.يكتب لها الطبيب مجموعة من المسكنات و المهدئات..تتحسن صحتها بعد عدة أيام من العلاج ... تخرج من المستشفى و تقضي عدة أيام في منزلها ، و ما إن تعود إليها قوتها حتى تعاود الذهاب إلى نفس المكان الذي شاهدته في حلمها الأخير ...- إنه نفس الشارع ، و هذه هي العمارة التي شاهدتها في حلمي ، إنها هي بكل تأكيد .تتوجه للشرطة فوراً و تطلب مقابلة الضابط عادل ..الضابط عادل : أهلاً مدام ليلى ، ما أخبارك ؟ليلى : لقد عرفت أين يوجد ولدي .الضابط عادل )بتلهف( : حقاً ؟ اجلسي ، و اخبريني بكل شيء .ما إن تبدأ بقص ما جرى لها حتى يتبخر تلهفه ... يشعل سيجارته لينفس بها تململه حتى نهاية حديثها ...الضابط عادل : اسمعيني يا مدام ، أنا لا أريد تحطيم أملك في إيجاد ابنك و لكن !ليلى : و لكن ماذا ؟الضابط عادل : الأحلام لا يمكن استخدامها كدليل مادي .ليلى : و لكني رأيت ما شاهدته في الحلم على وجه الحقيقة .الضابط عادل : يا مدام أنتِ امرأة متعلمة ، ما شاهدته في حلمك لا بد أنكِ رأيته من قبل في اليقظة ، إن العقل الباطن مستودع للمعلومات و الذكريات التي نظن أننا نسيناها أو التي لم نلتفت إليها .ليلى : لا يمكن ، مستحيل !الضابط عادل : صدقيني ، لا يمكن للحقيقة أن تولد من رحم السراب .تخرج من عنده و هي مصدومة بينما تلاحقها نظراته بعطفٍ و شفقة ..****تعود لمنزلها و تجلس قليلاً مع حامد ، تتناول وجبة العشاء ، و تطلب من الممرضة عدم حقنها بالإبرة المهدئة واعدةً إياها بأنها ستكون بخير ..تستلقي على فراشها و تحاول النوم ، إلا أنه يجافيها ، تفتح نافذة غرفتها ، إلا أن ضجيج السياراتيزعجها ، تستلقي على فراشها ، و تغمض عينيها لتسمع صرخات ابنها ...- ابني حبيبي أخبرني أين أنت ؟ أرجوك يا فلذة كبدي ، بحق الأشهر التسعة التي قضيتها في بطني ، بحق الأيام القليلة التي عشتها معي .تدور في أنحاء غرفتها .. تنتابها نوبة بكاء حادة .. تزداد آلام رأسها .. فجأة ترى نفسها في الحي الذي به تلك العمارة و أنها في قمة الوعي ، ترىكل شي و كأنه حقيقي ، تتأمل يديها و هندامها فترى كل شيء واضح المعالم تماماً ، تدخل العمارةو تصعد السلم حتى الطابق الخامس ، تسمع صرخات طفلها مرة أخرى ، تبدأ على الفور بمحاولة معرفة مكانه ، و تتمكن من تحديد الشقة التي يوجد بها ، تحاول فتح بابها ، إلا أنها تفتح باب غرفتها .. تهرع إليها الممرضة بهلع ..الممرضة : سيدتي هل أنتِ بخير ؟ليلى )بأنفاس متقطعة( : اطمئني أنا بخير أريد فقط شرب الماء .تشرب كوب من الماء ثم تعود إلى غرفتها و تنام نوماً عميقاً ...****تنام حتى العصر ، ثم تأخذ حماماً و تخرج مسرعة ...الممرضة : سيدتي أرجوك لا تخرجي ، لقد أمرني الأستاذ حامد بأن لا أدعكِ تغادرين البيت .ليلى ) تجيبها غاضبة ( : تذكري بأنك و الأستاذ حامدتعيشان في بيتي !تقود سيارتها بهدوء تام ، تركنها بالقرب من العمارة التي رأتها في حلمها ، تحاول استخدام المصعد الكهربائي ، إلا أن البواب يخبرها بأنه معطل، فلا ترى بداً من الذهاب عبر السلالم للوصول إلىالطابق الخامس ...****حامد : ما أخبار ابن أختي ؟- إن صحته جيدة و لكنه كثير الصراخ ، لقد أتعبني يا حامد ! متى سننتهي من هذه المشكلة ؟حامد : قريبا يا حبيبتي سأرسله للملجأ ليقضي حياتهبعيد عنا.- و أمه ؟حامد : لا بد أن تسوء حالتها أكثر لأتمكن من الاستيلاء على أموالها ، قريباً سأجلب لها طبيب سيدفع بها نحو الجنون ، لأكون أنا المسؤول عنها والوصي عليها.- و لمَ لم تفعل ذلك منذ البداية ؟حامد : لا ... يجب أن تنتهي قضية ابنها أولاً ، بعدها أستطيع أن أنفذ ما خططت له من دون إثارة أي شبهة .- يا لك من شرير يا عزيزي !****تصل للطابق الخامس و هي مجهدة ، تضطر للجلوس، إلا أن حامد يخرج من الشقة ليفاجأ بوجود ليلى أمامه .. تنظر له بتعجب ، بينما ينظر لها بخوفو ذهول ..حامد : ماذا تفعلين هنا يا ليلى ؟ليلى- بل ماذا تفعل انت هنا؟حامد ) باضطراب( : إنها شقة أحد أصدقائي .ليلى : و لكنها نفس العمارة التي شاهدتها في أحد أحلامي ، بل و نفس الطابق ، و هذه الشقة التي خرجت منها تشبه الشقة التي رأيتها في حلمي الأخير.حامد ) بغضب( : لا تكوي سخيفة ، أي عمارة و أي شقة شاهدتها في حلمك المجنون ، أنت لا شك تتوهمين ، و أن لم تقلعي عن تفاهاتك سأضطر إلى إدخالك مستشفى الأمراض العقلية ، فلقد سئمت منك و من تصرفاتك الرعناء .ليلى : كلا إن ما شاهدته حقيقة و إن كان حلماًحامد : لا شك أن ابنك مات و لا أمل لكِ برؤيته علىالإطلاق .ليلى : اسكت ، لا تتحدث بمثل هذا الكلام.حامد : و أنت لست أول امرأة تفقد ابنها .ليلى : كلا ابني موجود و سوف أعثر عليه .حامد : ابنك مات ، مات يا ليلى و لن يعود إلى حضنك أبداً .ليلى : اسكت .. اسكت ...أرجوك .تسمع صراخ ابنها .. تنتابها فرحة غامرة إلا إنها ممزوجة بخوف رهيب ...ترفع صوتها عالياً : إنه صغيري ، إنه ابني ، ابني..تحدد مكانه بسرعة لتندفع نحو باب الشقة الذي نسيحامد إغلاقه من هول صدمة رؤيتها لتفاجأ بطفلها و هو بين يدي تلك المرأة ، التي لم تعد تعرف ماذاتفعل ، لتقف عاجزة عن القيام بأي ردة فعل .تتجه نحوها بسرعة خاطفة لتأخذه منها ..تناديه بحرقة ) ابني ، ابني ، حبيبي ( تصرخ صرخة مجلجلة ... تبكي بكاء مهولاً مشوباً بصرخات طفلها ،إلا أن حامد يختطفه منها بقوة و يعطيه لتلك المرأةمرة أخرى ، ثم يضربها بشدة .- يجب أن تموتي .. كل هذه الأموال التي ورثتيها عن زوجك ستكون لي أنا وحدي .تحاول الإفلات منه حتى تنجح ... تركض في أرجاء الشقة و صرخات طفلها العاتية تملأ أرجاءها ..ليلى : دع طفلي أرجوك .حامد : وقعي لي على عقد بيع كافة أموالك و ممتلكاتك و إلا قتلته .لا تستطيع التحمل ... تسقط عاجزة عن الحراك و صرخات طفلها تزداد عتواً ..حامد : أدخلي هذا الطفل اللعين إلى إحدى الغرف و إلا خنقته بيدي .ليلى : كلا أرجوك لا تؤذيه ، خذ كل ما أملك ، سأوقِّع لك على كل ما تريد ، فقط دع ابني لي ، هذا ما أريده من هذه الحياة .حامد : هذا ما يجب أن يحدث .يخرج ورقة و قلماً من الدولاب ..حامد : امسكي بهذه الورقة و وقعي عليها فوراًما إن تمسك القلم لتوقِّع عقد بيع أملاكها له حتى تقتحم الشرطة الشقة بقيادة الضابط عادل ...حامد : مستحيل !الضابط عادل : اقبضوا عليه .ليلى : أرجوك إن ابني بين يدي امرأة في مكان ما من الشقة .يبحث أفراد الشرطة عن الطفل في كل مكان حتى يجدوه ملقى على الأرض في إحدى الغرف و بقربه المرأة حائرة لا تعرف ما يكون مصيرها .. يقبضون عليها على الفور .. تهرع إليه ليلى و تحتضنه بشوق عارم ...الضابط عادل : هل هذا هو طفلك يا مدام ليلى ؟ليلى : نعم إنه ولدي و كنزي و ثروتي الحقيقية .الضابط عادل : و قد عاد إليك أخيراً .ليلى : و لكن كيف عرفت بأني هنا ؟!الضابط عادل : لقد أمرت بمراقبتك بعد آخر مرة قابلتك فيها تحسباً من أن تقعي في ورطةٍ ما ، و قد صدق حدسي .ليلى : هل صدقت الآن بأن سماعي لصراخ طفلي كان حقيقياً و أن أحلامي كانت صادقة ؟الضابط عادل )ابتسامة( : هناك الكثير من الأشياء لا نجد لها تفسيراً مقنعاً و لكنها جزء لا يتجزأ من الحقيقة .ثم يلتفت إلى حامد قائلاً :- كيف تفعل هذا بأختك ؟ أي قلب متحجر تحمله في صدرك ؟ كيف تحرم أم من طفلها من أجل حفنة من النقود ، يا لهذا العار الذي ألحقته بنفسك .يأمر بإرساله للسجن تمهيداً لمحاكمته ..تحمل ليلى طفلها الذي تجاوز سنته الأولى و تضعه في حضنها :- ولدي الحبيب صرخاتك دلتني عليك ، و سوف لن تغيب عن ناظري بعد اليوم ، حتى و إن نامت عيناي، تأكد أن قلبي سيحرسك و سيكون معك إلى الأبد ..........ملاحظة : القصة منشورة في موقع آخر .. لنفس الكاتب

تعليقات

المشاركات الشائعة